المعجزات والشفاء: يشرح الطبيب معايير التقييم

دكتور ماريو بوتا

بدون الرغبة في تقديم أي ادعاءات غير عادية فيما يتعلق بالشفاء، يبدو من المنطقي بالنسبة لنا أن نستمع بعناية إلى الحقائق المتعلقة بالأشخاص الذين يدعون أنهم شفوا من حالة مرضية كانوا يعانون منها سابقًا، على أمل أن يتم شفاءهم لاحقًا. القدرة على العمل جارٍ للتحقق من هذه الحالات، وهي وظيفة تستغرق وقتاً وتطرح صعوبات مرتبطة، على سبيل المثال، باختلاف اللغة.
أود الآن أن أذكر بإيجاز اللحظات التي تمت فيها مراقبة حالات الشفاء في لورد، لأنه حتى اليوم، تبدو طريقة التحقيق التي يتبعها «المكتب الطبي» هي الأكثر تفصيلاً وجدية.

أولاً، يتم إعداد ملف باستخدام شهادات أطباء المرضى، والذي يشير إلى حالة المريض وقت المغادرة إلى لورد، وطبيعة ومدة العلاجات المنفذة، وما إلى ذلك، والمجلدات التي يتم تسليمها إلى الأطباء المرافقين الحج.

اللحظة الثانية هي الفحص في المكتب الطبي في لورد: يتم استدعاء الأطباء الموجودين في لورد لحظة الشفاء لفحص الشخص "المشفى" ويتم دعوتهم للإجابة على الأسئلة التالية: 1) المرض الموصوف في الشهادات حقًا هل كانت موجودة وقت الحج إلى لورد؟
2) هل توقف المرض فورًا عن مساره عندما لم يكن هناك ما يشير إلى تحسن؟
3) هل كان هناك شفاء؟ فهل حدث ذلك دون استخدام الأدوية، أم أنها على أية حال ثبت عدم فعاليتها؟
4) هل من الجيد قضاء بعض الوقت قبل الإجابة؟
5) هل يمكن تقديم تفسير طبي لهذا الشفاء؟
6) هل يفلت الشفاء تمامًا من قوانين الطبيعة؟
عادةً ما يتم إجراء الفحص الأول في اليوم التالي للتعافي ومن الواضح أنه غير كافٍ. ويتم بعد ذلك إعادة فحص "المريض السابق" كل عام، خاصة في الحالات التي من المحتمل أن يظهر فيها المرض، في تطوره الطبيعي، فترات طويلة من الهدوء، أي انخفاض مؤقت في الأعراض. وذلك بهدف التأكد من صحة الشفاء واستقراره مع مرور الوقت.

يجب أن يقال إن الطبيب يجب أن يتصرف عند مناقشة حقائق لورد، كما هو الحال في الممارسة الطبية اليومية (في مكتبه، في المستشفى)، يجب ألا يضيع في المراوغات، وفي لورد كما في أي مكان آخر، يجب أن يسمح لنفسه بأن يكون كذلك. مسترشدًا بالحقائق، دون إضافة أو حذف، وناقش أمام "مريض لورد" كما أمام مريض عادي.

أما اللحظة الثالثة فتمثلها اللجنة الطبية الدولية في لورد. ويضم حوالي ثلاثين طبيباً من جنسيات مختلفة، معظمهم متخصصون في المجال الطبي والجراحي. وتجتمع في باريس مرة واحدة تقريبًا كل عام لاتخاذ قرار جماعي بشأن حالات الشفاء المعترف بها مسبقًا من قبل المكتب الطبي. ويعهد بكل قضية إلى فحص خبير لديه الوقت الذي يرغب في الحكم فيه واستكمال الملف المقدم إليه. ثم تتم مناقشة تقريره من قبل اللجنة، التي يمكنها قبول أو تحديث أو رفض استنتاجات المقرر.

اللحظة الرابعة والأخيرة هي تدخل اللجنة القانونية. وهي مسؤولة عن دراسة الحالة على المستويين الطبي والديني. هذه اللجنة التي يشكلها أسقف الأبرشية التي ينحدر منها الشخص المُشفى، تقترح عليه استنتاجاتها فيما يتعلق بالطبيعة الفائقة للطبيعة لهذا الشفاء وتعترف بأبوته الإلهية. القرار النهائي يقع على عاتق الأسقف الذي وحده يستطيع أن يصدر الحكم القانوني الذي يعترف بأن الشفاء "معجزي".