الولاء في الصوم: افعل ما يقول

ولما نفدت الخمر قالت له أم يسوع: ليس عندهم خمر. [و] قال لها يسوع: "يا امرأة، كيف يؤثر عليّ همك؟ وقتي لم يحن بعد. فقالت أمه للخدم: «افعلوا ما يقوله لكم». يوحنا 2: 3-5

هذه الكلمات قالتها أمنا القديسة في أول معجزات يسوع: "افعلوا ما يقوله لكم". إنها كلمات عميقة وقوية يمكن أن تكون بسهولة بمثابة أساس لحياتنا الروحية.

لو أن أمنا المباركة تحدثت مع ابنها عند أقدام الصليب، ماذا كانت ستقول؟ هل سيتكلم بكلمات اليأس أو الارتباك أو الألم أو الغضب؟ لا، كان سيقول نفس الكلمات التي قيلت في عرس قانا. ولكن هذه المرة، بدلًا من أن يقول هذه الكلمات للخدام، قالها لابنه. "يا ابني الحبيب، الذي أحبه من كل قلبي، افعل كل ما يقوله لك أبوك السماوي."

بالطبع، لم يكن يسوع بحاجة إلى هذه النصيحة، لكنه ظل يرغب في الحصول عليها من أمه. كان يشتاق لسماع والدته تقول له كلمات الحب الكامل هذه. بالتأمل في هذه الكلمات التي قيلت ذات مرة في قانا، كانت أمنا المباركة وابنها الإلهي قد شاركا في اتحاد عميق عندما كانا يحدقان ببعضهما البعض أثناء معاناته على الصليب. عرف كل من الأم والابن أن وفاته كانت تحقيقًا لأعظم خير عرفه الإنسان على الإطلاق. سيعرف كلاهما أن إرادة الآب السماوي كانت كاملة. لقد اشتاقوا إلى هذه الإرادة المقدسة واحتضنوها دون تحفظات. وكانت هذه الكلمات على قلبيهما وهما يحدقان في بعضهما البعض في صمت:

"يا أمي العزيزة، افعلي ما يقوله لك أبونا."
"يا ابني الحبيب، افعل ما يريده منك أبوك السماوي."

تأمل اليوم في هذه الكلمات واعلم أن الأم والابن يقولانها لك. بغض النظر عما تواجهه في الحياة، فإن أمنا المباركة وابنها الإلهي يدعوانك إلى هذه الوصية المجيدة للمحبة والطاعة. إنهم يحثونك على البقاء مخلصًا خلال كل الصراعات، في الأوقات الجيدة، في الأوقات الصعبة، من خلال الألم والفرح. مهما كانت تجربتك في الحياة، يجب أن يتردد صدى هذه الكلمات دائمًا في عقلك وقلبك. "افعل ما يقوله لك." لا تتردد في سماع هذه الكلمات المقدسة واحتضانها.

الأم العزيزة، قدمي كلمات الحكمة الكاملة. أنت تدعو جميع أطفالك الأعزاء إلى اعتناق إرادة الآب السماوي الكاملة. هذه الكلمات لا تقال لي وحدي. لقد قيلت لك لأول مرة في أعماق قلبك. وأنتم بدوركم عبرتم عن وصية المحبة هذه لكل من تقابلونهم. وتكلمت بها أيضًا بصمت مع ابنك الإلهي.

أمي الحنونة، ساعديني لأستمع إليك وأنت تقولين لي هذه الكلمات. ساعدني، بقوة صلواتك، على الاستجابة لهذه الدعوة لاحتضان إرادة الله الكاملة في حياتي.

يا يسوع الغالي، اخترت أن أفعل كل ما تأمرني به. أختار وصيتك دون تحفظ وأعلم أنك تدعوني للسير على خطاك. أرجو ألا تثبط عزيمتي أبدًا بسبب صعوبات الصليب، بل أن أتحول بقوة إرادتك الكاملة.

الأم ماريا ، صلي من أجلي. يسوع أنا أؤمن بك.